صحيح ان التعليم ينتج اعداداً هائلة من البشر يمكنها القراءة، ولكن لا يمكنها التمييز بين ما يستحق ان يقرأ وما لا يستحق. ولكن الطفل إن اعتاد اختيار الكتب وشراءها لمكتبته الخاصة ومن ثم قراءتها منذ الصغر، سينمو لا ليصبح انساناً فحسب بل انساناً قارئاً ومثقفاً ومفكراً.
ولمكتبة الطفل اهمية كبيرة في البيت حيث ان مكتبة الطفل المنزلية تساعد على توفير المواد الثقافية والعلمية والمسلية للطفل كما تعود الطفل على حب المطالعة وحب الكتاب ايضاً وتسهم في عملية التثقيف الذاتي له هذا اضافة الى تنمية الاتجاهات الايجابية مثل احترام الكتب والمحافظة عليها. ولا شك في ان افضل مكان لإنشاء مكتبة الطفل المنزلية هو غرفة نومه هذا ان توفرت له غرفة نوم خاصة به وبذلك تكون الكتب قريبة منه وتحت متناول يديه وان لم تكن لدى الطفل غرفة نوم خاصة به يمكن تخصيص جزء من مكتبة العائلة المنزلية ليكون خاصاً بالطفل.
اما اثاث مكتبة الطفل فليس ضرورياً ان يكون باهظ الثمن بل ممكن ان تحتاج فقط الى رفوف بسيطة مناسبة، اما بالنسبة للكتب فعلى الوالدين انتهاز فرص اعياد الميلاد او المناسبات الاخرى كالاعياد الدينية والوطنية لتقديم الهدايا الى الاطفال من الكتب الجميلة والمفيدة.
ومن الضروري تعويد الطفل على شراء كتبه بنفسه ومن مصروفه الخاص لإستمرار الشراء واثراء مكتباتهم بعد ان يبلغوا سن الرشد.
اما بالنسبة الى تصنيف الكتب فيمكن البدء اولاً، وحين يكون عمر الطفل سنة او سنتين بالقصص الشائعة المصورة وبمرور الزمن وبعد ان يصبح عمر الطفل اربع سنوات او خمس سنوات يجب ان تشمل مكتبته كتب المعلومات المختلفة وبعض المجلات الخاصة بالاطفال واشرطة التسجيل التي تصاحب كتب القصص، ومن المحبذ ان يحتفظ الطفل بدفتر خاص به ليسجل عليه اسم كل كتاب جديد يحصل عليه وطبعاً هذا حين يصبح قادراً على الكتابة مما يجعله فخوراً كلما نمت المكتبة وتوسعت.
ويستحسن ان يناقش الوالدان الاطفال فيما قرأوا والاستماع اليهم في حالة اعادة رواية القصة او التعليق عليها. ويجب على الوالدين عدم ارغام الطفل على قراءة كتاب معين لأن ذلك ينفر الطفل من الكتب والمطالعة ولكن التشجيع على المطالعة مطلوب.
كما يستطيع الاطفال في هذه المرحلة عمل ملفات خاصة بهم يحفظون فيها صوراً او قصاصات من المجلات او الصحف بشأن اي موضوع يهتمون به واضافة هذه الملفات الى مجموعة كتبهم ووضعها في مكتبتهم الخاصة ومن المحبذ ان يصطحب الوالدان اطفالهم الى معارض الكتب الخاصة بالاطفال لشراء ما يحلو لهم من الكتب.
واذا استطعنا ان نحقق كل ما ذكر بشأن انشاء مكتبة للطفل في المنزل وتزويدها بالكتب والمواد الاخرى وقمنا بتشجيع الاطفال على تنميتها والاعتناء بها واستخدامها نكون قد نجحنا في خلق الانسان القارئ المثقف. وكما قال (رالف والدو امرسون) ان القارئ الجيد يصنع الكتاب الجي
مع تحيات فتى الاردن