قبل عام واحد فقط انصب كل الحديث والاهتمام داخل نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم على ضرورة بناء فريق جديد يتمتع بعنصر الشباب بعدما شاخ فريق النجوم الكبار المعروف بلقب "جالاكتيكوس" ورحل معظم نجومه إما للاعتزال أو الانتقال لأندية أخرى.
والحقيقة أن ريال مدريد تعاقد مع ثلاثة وجوه شابة من أميركا الجنوبية وهم غونزالو هيغوين وفيرناندو غاغو ومارسيلو لينضموا إلى صفوف الفريق بالإضافة إلى اللاعبين الإسبانيين الشابين خوسيه أنطونيو رييس وميغيل توريس.
لكن يعود الفضل الأكبر في عودة ريال مدريد إلى الحياة، والتألق في الموسم الحالي إلى أحد اللاعبين الكبار المخضرمين وهو المهاجم الهولندي رود فان نستلروي الذي يحتفل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين في أول تموز/يوليو
المقبل.
ويدين ريال مدريد بالكثير لفان نستلروي الذي أعاد الفريق بقوة إلى دائرة المنافسة على اللقب بل وجعله أبرز المرشحين للفوز باللقب بعد أن سجل له عشرة أهداف في آخر سبع مباريات له هذا الموسم.
وسجل المهاجم الهولندي آخر هذه الأهداف في مباراة الفريق مساء السبت، حيث أحرز هدفين للفريق وقاده للتعادل مع مضيفه ريال سرقسطة 2-2 ليرفع رصيده إلى 25 هدفاً في مسابقة الدوري هذا الموسم، ويعتلي قمة قائمة هدافي
المسابقة بفارق ثلاثة أهداف أمام الأرجنتيني دييغو ميليتو مهاجم ريال سرقسطة والذي سجل أيضاً هدفي فريقه في مباراة السبت.
وحافظ فان نستلروي بهدفيه على قمة جدول مسابقة الدوري الإسباني لفريقه الذي رفع رصيده إلى 73 نقطة وهو نفس رصيد برشلونة حامل اللقب، ولكن تفوق ريال مدريد بفضل نتيجة مباراتيه مع برشلونة في الموسم الحالي، حيث جمع منها ريال أربع نقاط مقابل نقطة وحيدة لبرشلونة.
ويستطيع ريال مدريد حسم اللقب على ملعبه الأحد المقبل بالفوز على ريال مايوركا في المرحلة الأخيرة من المسابقة دون النظر لباقي نتائج المرحلة.
ذكاء كابيلو
وفي بداية هذا الموسم لم يكن أحد يتوقع أن يصبح نستلروي هو الاختيار الأول لدى الإيطالي فابيو كابيلو المدير الفني للفريق عندما وضع تشكيلة الفريق للمباريات، وذلك في ظل وجود المهاجم البرازيلي رونالدو ضمن تشكيل الفريق.
ولكن كابيلو نجح بذكائه في معرفة أي اللاعبين أكثر فائدة للفريق بفضل الفارق في اللياقة البدنية، ومن ثم وافق على انتقال رونالدو إلى ميلان الإيطالي خلال فترة الانتقالات الشتوية في كانون ثان/يناير الماضي.
وكافأ نستلروي مدربه الإيطالي على هذه الثقة الغالية ولم يكن ذلك عن طريق عدد الأهداف التي سجلها فحسب ولكن أيضاً من خلال توقيت هذه الأهداف حيث كانت معظم أهدافه في الأوقات العصيبة والحاسمة في المباريات الصعبة بالدوري ومنها مباراة ريال سرقسطة التي سجل فيها الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة قبل الأخيرة لينقذه من الهزيمة ويقوده للتعادل والحفاظ على فرصته قوية في الفوز بلقب الدوري.
وذكرت إذاعة "كوبي" الإسبانية عقب اللقاء أن نستلروي هو أهم لاعب في صفوف ريال مدريد هذا الموسم.
وكان رحيل رونالدو إلى ميلان ومشاركة فان نستلروي بشكل رائع في المباريات إيذاناً بتغيير أسلوب لعب ريال مدريد حيث يعتمد الأداء حالياً على إرسال الكرات إلى فان نستلروي داخل منطقة الجزاء ليقتنصها الأخير ويهز بها شباك منافسيه بدلاً من الاعتماد على سرعة رونالدو وانطلاقاته بالكرة من خارج منطقة الجزاء.
وكان من بين الأشخاص البارزين في هذا التغيير في أداء الفريق اللاعب الإنكليزي الدولي ديفيد بيكهام نجم خط وسط الفريق الذي يعلم كل شيء عن نستلروي منذ أن لعب بجواره في صفوف فريقهما السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي حيث صنع بيكهام العديد من أهداف اللاعب الهولندي بتمريراته المتقنة.